Admin Admin
عدد المساهمات : 1444 نقاط : 4161 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 09/05/2009 العمر : 34 الموقع : موقع الطريق الي القران
| موضوع: المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار الأربعاء أكتوبر 03, 2012 11:50 am | |
| المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار » وكما قام النبي صلى الله عليه وسلم ببناء المسجد مركز التجمع والتآلف؛ قامبعمل آخر من أروع ما يحفظه التاريخ، وهو عمل المؤاخاة بين المهاجرينوالأنصار. قال ابن القيم: ثم آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينالمهاجرين والأنصار، في دار أنس بن مالك، وكانوا تسعين رجلا نصفهم منالمهاجرين ونصفهم من الأنصار، آخى بينهم على المواساة، ويتوارثون بعدالموت دون ذوي الأرحام إلى حين وقعة بدر، فلما أنزل الله عز وجل {وأولواالأرحام بعضهم أولى ببعض } [ 75:8] رد التوارث دون عقد الاخوة. وقد جعلالرسول صلى الله عليه وسلم هذه الأخوة عقدا نافذا، لا لفظا فارغا، وعملايرتبط بالدماء والأموال لا تحية تثرثر بها الألسنة ولا يقوم لها أثر.وكانت عواطف الإيثار والمواساة والمؤانسة تمتزج في هذه الأخوة وتملأالمجتمع الجديد بأروع الأمثال. فقد روى البخاري أنهم لما قدموا المدينةآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيعفقال سعد لعبد الرحمن: إني أكثر الأنصار مالا، فاقسم مالي نصفين، ولىامرأتان فانظر أعجبهما إليك فسمها لي، أطلقها، فإذا انقضت عدتها فتزوجها،قال: بارك الله لك في أهلك ومالك، وأين سوقكم؟ فدلوه على سوق بني قينقاع،فما انقلب إلا ومعه فضل من أقط (طعام من لبن الإبل) وسمن، ثم تابع الغدو،ثم جاء يوما وبه أثر صفرة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مهيم ؟ (كلمةيمانية معناها ما الذي أرى بك) قال: تزوجت. قال: كم سقت إليها؟ قال: نواةمن ذهب. وروى البخاري عن أبي هريرة قال: قالت الأنصار للنبي صلى الله عليهوسلم: اقسم بيننا وبين إخواننا النخيل. قال: لا، فقالوا: فتكفونا المؤنة،ونشرككم في الثمرة. قالوا: سمعنا وأطعنا. وهذا يدلنا على ما كان عليهالأنصار من الحفاوة البالغة بإخوانهم المهاجرين، ومن التضحية والإيثاروالود والصفاء وما كان عليه المهاجرون من تقدير هذا الكرم حق قدره، فلميستغلوه ولم ينالوا منه إلا بقدر ما يحفظ حياتهم. وحقا فقد كانت هذهالمؤاخاة حكمة فذة، وسياسة صائبة حكيمة، وحلا رائعا لكثير من المشاكل التيكان يواجهها المسلمون، والتي أشرنا إليها. وكما قام رسول الله صلى اللهعليه وسلم بعقد المؤاخاة بين المؤمنين قام بعقد معاهدة أزاح بها كل ما كانمن حزازات الجاهلية والنزعات القبلية، ولم يترك مجالا لتقاليد الجاهلية،وهاك بنودها ملخصا: هذا كتاب من محمد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بينالمؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ومن تبعهم فلحق بهم، وجاهد معهم: 1 ـأنهم أمة واحدة من دون الناس. 2 ـ المهاجرون من قريش على ربعتهم (أيحالتهم التي وجدها عليهم الإسلام) يتعاقلون بينهم (أي يعقل بعضهم عن بعض،والعقل: الدية) وهم يفدون عانيهم (أي أسيرهم) بالمعروف والقسط بينالمؤمنين، وكل قبيلة من الأنصار على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكلطائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين. 3 ـ وأن المؤمنينلا يتركون مفرحا بينهم (أي المثقل بالدين) أن يعطوه بالمعروف في فداء أوعقل(أي دية). 4 ـ وأن المؤمنين المتقين على من بغى عليهم، أو ابتغى ظلما(أي طلب إتاوة بالظلم) أو إثم أو عدوان أو فساد بين المؤمنين. 5 ـ وأنأيديهم عليه جميعا، ولو كان ولد أحدهم. 6 ـ ولا يقتل مؤمن مؤمنا في كافر.7 ـ ولا ينصر كافرا على مؤمن. 8 ـ وأن ذمة الله واحدة يجير عليهم أدناهم.9 ـ وأن من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة، غير مظلومين ولا متناصرينعليهم. 10 ـ وأن سلم المؤمنين واحدة، ولا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال فيسبيل الله إلا على سواء وعدل بينهم. 11ـ وأن المؤمنين يبيء بعضهم على بعضبما نال دماءهم في سبيل الله (البواء: المساواة، والمقصود أنهم يد واحدةيثأرون لبعضهم). 12 ـ وأنه لا يجير مشرك مالا لقريش ولا نفسا، ولا يحولدونه على مؤمن. 13 ـ وأنه من اعتبط مؤمنا قتلا (أي قتله بلا جناية) عنبينة فإنه قود به (أي عليه الدية) إلا أن يرضى ولي المقتول. 14 ـ وأنالمؤمنين عليه كافة ولا يحل لهم إلا قيام عليه. 15 ـ وأنه لا يحل لمؤمن أنينصر محدثا (أي مجرما) ولا يؤويه، وأنه من نصره أو آواه فإن عليه لعنةالله وغضبه يوم القيامة، ولا يؤخذ منه صرف ولا عدل. 16 ـ وأنكم مهمااختلفتم فيه من شئ فإن مرده إلى الله عز وجل وإلى محمد صلى الله عليه وسلم.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]خبر الآذان »لما اطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، واجتمع إليه إخوانه منالمهاجرين، واجتمعت كلمة الأنصار، استحكم أمر الإسلام فقامت الصلاة، وفرضتالزكاة والصيام وقامت الحدود، وفرض الحلال والحرام. وقد كان رسول الله صلىالله عليه وسلم حين قدمها إنما يجتمع الناس إليه للصلاة لحين مواقيتهابغير دعوة، فهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدمها أن يجعل بوقا كبوقيهود الذي يهرعون به لصلاتهم، ثم كرهه، ثم أمر بالناقوس فنحت ليضرب بهللمسلمين للصلاة. فبينما هم على ذلك إذ رأى عبدالله بن زيد بن ثعلبة أخوبلحارث بن الخزرج في منامه الآذان، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلمفقال له: يا رسول الله إنه طاف بي هذه الليلة طائف، مر بي رجل عليه ثوبانأخضران، يحمل ناقوسا في يده، فقلت له: يا عبدالله، أتبيع هذا الناقوس؟قال: وما تصنع به؟ قلت: ندعو به إلى الصلاة قال: أفلا أدلك على خير منذلك؟ قلت: وما هو؟ قال: تقول: الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر،أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله. أشهد أن محمدا رسولالله أشهد أن محمدا رسول الله. حي على الصلاة حي على الصلاة، حي علىالفلاح، حي على الفلاح. الله أكبر، الله أكبر. لا إله إلا الله. فلما أخبربها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنها لرؤيا حق إن شاء الله، فقم معبلال فألقها عليه فليؤذن بها، فإنه أندى صوتا منك، فلما أذن بها بلالسمعها عمر بن الخطاب وهو في بيته، فخرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلموهو يجر رداءه، وهو يقول: يا نبي الله، والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثلالذي رأى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلله الحمد علي ذلك. | |
|