السيدة أم كلثوم الأبنة الثالثة رضى الله عنها

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

السيدة أم كلثوم الأبنة الثالثةرضى الله عنها

قد
علمنا أن أم كلثوم قد طلقها زوجها عُتيبة وعاشت مع أبيها تشهد أحداث
الدعوة الإسلامية ومر بها الصعوبات التى تعرض لها الرسول والمسلمين فى سبيل
نشر الدين الجديد وكذلك فترة المقاطعة والحصار ثم وفاة والدتها ، وأنتصار
المسليمن فى موقعة بدر ، ثم شهدت موت أختها رقية .

وفى يوم من
الأيام دخل عمر بن الخطاب على الرسول وهو غاضب فسأله عما يضايقه فقال عمر :
يا رسول ترملت ابنتى خفصة وقد عرضتها على أبى بكر وعثمان ليزوجها أحدهما
فأبيا . فقال له الرسول : لا عليك يا عمر ، يتزوج حفصة خير من ابى بكر
وعثمان ، ويتزوج عثمان خير من حفصة فشعر عمر بالسعادة وفهم أن النبى سيتزوج
ابنته حفصة لانه لا احد خير من ابى بكر وعثمان إلا الرسول ثم قال الرسول :
يا عمر سوف يتزوج عثمان من ابنتى أم كلثوم .

وكان عثمان بن عفان
منذ وفاة السيدة رقية حزيناً ، فسأله الرسول عن سبب حزنه - وكان ملازماً
للرسول – فقال له عثمان : بانى حزين لانقطاع صهرى منك يا رسول الله فقال
له الرسول الكريم : أمرنى جبريل عليه السلام أن أزوجك أم كلثوم على مثل
صداق أختها . وقد روى أن النبى صلى الله عليه وسلم قال لعثمان : والله لو
ان لى مئة بنت تموت واحدة بعد واحدة ، زوجتك إياهن حتى لا يبقى بعد المئة
شىء .

وهكذا تتزوج أم كلثوم من عثمان بن عفان وعاشت معه ست سنوات
وشهدت منه كرم اخلاقه وحبه لله ولرسوله والمؤمنين وإنفاق ماله فى سبيل الله
ونفعا للمسلمين وقد لقب عثمان بذى النورين ويروى أن سبب اللقب هو أنه تزوج
من ابنتى النبى ، وفى العام السادس الهجرى يخرج الرسول إلى مكة يريد أداء
العمرة فترفض قريش أن يدخل الرسول مكة فيرسل النبى إليهم عثمان بن عفان
ليكلمهم ويقنعهم بان الرسول جاء معتمراً ولم يأت محارباً فيذهب عثمان ويطول
بقاؤه فى قريش ويشيع بين الناس أن قريشاً قتلت عثمان بن عفان ، وتتابع أم
كلثوم هذه الأنباء بقلق بالغ وتذهب إلى أبيها لتتأكد من الإشاعة فتجد
المسلمون عنده يبايعونه بيعة الرضوان ويتعاهدون على حرب قريش والثأر لمقتل
عثمان ، ولكن سرعان ما يعود عثمان سليماً من كل أذى ويحمد الرسول ربه وتقبل
أم كلثوم على زوجها فى لهفة وشوق مهنئة إياه بسلامة العودة .

وفى
السنة التاسعة من الهجرة تتوفى السيدة أم كلثوم رضى الله عنها ولم تنجب
أطفالاً ويصلى عليها الرسول وتدفن بجوار أختها رقية رضى الله عنهما .