Admin Admin
عدد المساهمات : 1444 نقاط : 4161 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 09/05/2009 العمر : 34 الموقع : موقع الطريق الي القران
| موضوع: السيدة فاطمة الزهراء أم الحسنين رضى الله عنها الأبنة الرابعة الأربعاء أكتوبر 03, 2012 4:20 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
السيدة فاطمة الزهراء أم الحسنين - رضى الله عنها - الأبنة الرابعة
ولدت فاطمة الزهراء فى العام الذى أعادت فيه قريش بناء الكعبة وكادت الحرب تنشب بين القبائل بسبب اختلافهم على من ينال الشرف ويضع الحجر الأسود فى مكانه ثم أحتكمت قريش للرسول الصادق الأمين وحل تلك المشكلة وحقنت دماء وبقيت على وحدتها بفضل حكمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
ويروى أن قرب ولادة السيدة فاطمة الزهراء رضى الله عنها قال الرسول الكريم للسيدة خديجة رضى الله عنها : يا خديجة رأيت أنها أنثى وأنها النسمة الطاهرة الميمونة وان نسلى سيكون منها . وقد تربت فى بيت النبوة وعندما كان عمرها خمس سنوات بُعث النبى بالرسالة وأشتد عداء قريش له ولأصحابه وتزوجت اخواتها زينب ورقية وأم كلثوم ، ولم يعد فى البيت سوى فاطمة فأحتملت على كاهلها كل البلاء والعناء وكان أعظم ما لديها أن تهتم برسول الله وتلازمه وتواسيه فتأدبت بأدبه وتخلقت بخلقه وليس غريباً أن تقول عنها السيدة عائشة رضى الله عنها : لم أرى أحد اشبه حديثاً وكلاماً برسول الله من فاطمة . وتقول أيضاً : ما رأيت أحداً خير من فاطمة سوى ابيها ، وكان الرسول لا يناديها باسمها بل يناديها بنداء نبوى أبوى فكان يقول لها : يا أ م ابيها ، وكانت السيدة أم سلمة تقول : تزوجنى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفوض أمر ابنته إلى فكنت أُؤدبها وادلها وكانت - رضى الله عنها - آداب منى وأعرف بالأشياء كلها .
وقد تحملت فاطمة الزهراء شدائد ومحن فأحياناً كان الرسول يعود إلى بيته حزيناً وقد أعتدى عليه السفهاء فى مكة ونالوا منه مثلما حدث فى يوم كان الرسول فى فى البيت الحرام فاجتمع عليه القوم فمازالوا به يتجاذبونه ويشلون حركته حتى صدعوا رأسه الشريف صلى الله عليه وسلم وأبو بكريدفع عنه الأذى ما استطاع ويقول : " أتقتلون رجلاً أن يقول ربى الله " . ويذهب الرسول إلى بيته مجهداً مريضاً فلا يجد سوى فاطمة تمسح جرحه وتقبل جبينه وتخفف من آلامه . ويوم آخر كان الرسول يجلس فى المسجد فجاء عقبة بن أبى معيط بأحشاء جمل وألقاه على الرسول وهو ساجد فيرجع إلى بيته فيجد أم أبيها تمسح بيديها جبينه الشريف وتنظف ثيابه وتسهر على راحته حتى يزول ما أصابه من تعب ، وكانت تفعل ذلك وهى فى سن العاشرة ولكنها نشأت نشأة صحيحة تعودت فيها على تحمل المسئوليات .
ولذلك لم يكن غريبا أن تكون فاطمة صغرى بنات النبى وأحبهن إليه فكان النبى عندما يراها مقبلة عليه يقوم من مجلسه ويجلسها وكان يقول عنها : " خير نساء العالمين هن مريم وآسيا وخديجة وفاطمة ." وترتقى فاطمة فوق النساء عندما يقول لها النبى الكريم : " يا فاطمة إن الله يرضى لرضاكِ ويغضب لغضبك " فكيف بلغت فاطمة هذه المنزلة ؟؟؟ لقد بلغتها بحسن خلقها وطاعة الوالدين فمن أراد العزة والمجد فى الدنيا والأخرة فليلتزم بطاعة الله ورسوله وطاعة الوالدين . وتكمل فاطمة جهادها فعندما يأذن الرسول للمسلمين بالهجرة إلى المدينة فتهاجر فاطمة مع أختها أم كلثوم وأثناء هجرتهما يلحق بهما أحد المشركين وهو الحويرث بن نقيذ بن عبد بن قصى فيوقعهما عن بعيرهما فتسقطان على الأرض باكيتين متألمتين - وقد أهدر النبى دمه حتى لو أحتمى فى أستار الكعبة وبالفعل قد قتله الإمام على بن أبى طالب يوم فتح مكة .
وتمضى الأيام والأعوام وتكبر فاطمة وتصل إلى سن الثامنة عشرة من عمرها ويتسارع إليها الخُطاب ويتمنى كل واحد منهم الزواج من الريحانة فاطمة الزهراء ، وكان من هؤلاء الخُطاب الصحابى الجليل أبى بكر الصديق رضى الله عنه يطلبها من أبيها لنفسه فقال الرسول : انتظر القضاء ، ثم الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه يطلبها من أبيها فيقول له النبى : انتظر القضاء فيقول عمر لأبو بكر: ردك يا ابا بكر ، ويقول أبو بكر لعمر : ردك يا عمر ."
ثم يتقدم على بن أبى طالب لطلب فاطمة لنفسه فوافق الرسول على الزواج ويقال أن الرسول وافق عليه بسبب قرابته له وبالفعل تمت الخطبة ثم الزفاف من غير مغالاة ولم يكن جهاز الزهراء سوى رحى للطحين ووسادة من ليف وسريرمن جريد وإناء وفراش وكانت الخطبة فى رمضان من السنة الثانية للهجرة والزفاف فى ذى الحجة من نفس السنة ، وفى ليلة الزفاف دعا النبى بماء فتوضأ ثم رش بعضه على فاطمة وزوجها ودعا لهما قائلاً : " اللهم بارك فيهما وبارك عليهما وبارك لهما فى نسلهما ثم نظر لفاطمة نظرة أبوة حانية وقال لها : يا فاطمة ، ما أليت أن زوجك خير أهلى ."
وانتقلت فاطمة إلى بيت على رضى الله عنه وكان عيشهما خشناً لا ترف فيه ولا نعومة ولكن امتلأ بالايمان والطاعة فكانت فاطمة رضى الله عنها تنظف المنزل وتطحن الحبوب وتخبز وتعد الطعام وتغسل الثياب وليس لديها خادم يعينها وكان على يساعدها فى أعمال المنزل كما كان يذهب للسوق ويحضر الماء . وتحاول فاطمة ان تسأل أباها خادماً يعنيها ولكنها فى كل مرة تستحى منه حتى تشجعت ذات مرة وطلبت خادماً وكان على معها فرفض الرسول ذلك الطلب قائلاً لها : " أن فقراء المسلمين أولى منهما ثم قال لهما : ألا أعلمكما كلمات أفضل مما جئتما تسألان ؟ فقالا : بلى ، قال : تسبحان الله دبر كل صلاة عشراً ، وتحمدان عشراً ، وتكبران عشراً ، وإذا أوتيتما فراشكما تسبحان الله ثلاثاً وثلاثين وتحمدان ثلاثا وتكبران ثلاثاً ."
وينعم الله على الزوجين بالذرية الصالحة فتلد فاطمة فى العام الثالث الهجرى أبنها الأول الحسن ثم يولد الحُسين فى شعبان سنة أربع من الهجرة - رضى الله عنهما جميعاً ، وقد أحبهما الرسول وكان فى ذلك الوقت فى عامه السابع والخمسين من عمره الشريف وليس له من الأبناء فى ذلك الوقت سوى فاطمة ، وكان الرسول يشير إلى الحسن والحسين ويقول : " هذان أبناى وابنا ابنتى ، اللهم إنى أحبهما وأحب من يحبهما ." وبهذا شرفت الزهراء رضى الله عنها الشرف كله لأنها كانت أنجبت نسلاً كريما للرسول من دون أخواتها وكان يكثر من تردده على بيتها ليرى الحسنين ويوما ذهب إليها فوجدها نائمة والحسن يبكى من الجوع فأطعمه النبى بيديه ، ومرة أخرى سمع الحسين يبكى فقال لفاطمة أوما علمتى بأن بكاءه يؤذينى ؟ "
وكان النبى يحمل الصغيرين فيمشيان بأقدامهما الصغيرة حتى يبلغان صدره الشريف ولقد شوهد الرسول صلى الله عليه وسلم ساجداً وأحدهما يركب كتفه فيطيل السجود لكي لا يزحزحه عن مكانه وكان يقوم على خدمتهما وابواهما جالسان ، ثم تلد فاطمة أبنتها زينب فى العام الخامس الهجرى ويسميها الرسول بهذ الاسم إحياء لذكرى خالتها زينب الكبرى رضى الله عنها ثم ترزق فاطمة بفتاة أخرى فيسميها الرسول أم كلثوم ،فأما زينب فتتزوجت من ابن عمها على بن أبى طالب رضى الله عنهما ، واما أم كلثوم فتزوجها عمر بن الخطاب رضى الله عنه . وهكذا شاءت الإرادة الإلهية أن يحفظ نسل الرسول فى فاطمة وذريتها ، فلقد ماتت أم المؤمنين خديجة رضى الله عنها فى حياة الرسول وكذلك ماتت أخواتها زينب ورقية وأم كلثوم وكذلك مات البنون القاسم وعبد الله وإبراهيم ولم يبق سوى فاطمة واولادها رضى اللهن عنهم أجمعين .
وتمضى الأيام والأعوام والرسول فى سعادة وهناء وفاطمة سعيدة مع زوجها وأبنائها ولكن يمرض الرسول الكريم فى السنة الحادية عشرمن الهجرة ولن يحس أحد بالرسول مثل فاطمة فكانت آلام الرسول هى آلامها ولا عجب فى ذلك . أليست فاطمة أم أبيها ؟ و تذهب فاطمة للاطمئنان على الرسول فيقبلها ويجلسها بجواره ويهمس فى أذنها فتبكى الزهراء ثم يهمس فى اذنها مرة اخرى فتبتسم ، فتتعجب أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها وتسأل الزهراء : " ما بالك تبكين ثم تبتسمين ؟ فتقول لها فاطمة يا أماه لقد أسرإلى أبى أن حان أجله فبكيت ثم أسرإلى أنى أول من يلحق به وأنى سيدة أهل الجنة فأبتستمت " ، ويشتدد المرض على الرسول فتبكى فاطمة وتقول : واكرب على كربك يا أبتاه ! فيرد الرسول : لا كرب على أبيكِ بعد اليوم ويتوفى الحبيب وتبكى فاطمة وتبكى معها الأمة لوفاة سيد الخلق أجمعين .
ويشتدد المرض على الزهراء رضى الله عنها فلا تمكث سوى ستة أشهر بعد وفاة أبيها وكانت عندما تمرض فى حياة أبيها فيزورها مرة بعد مرة ويواسيها وذات مرة قال لها : " كيف تجدينك يا بُنية ؟ فقالت : إنى لوجعة ثم قالت : وإنه ليزيدنى وجعاً أنى مالى طعام آكله ، فقال لها الرسول : يا بُنية ، أما ترضين أن سيدة نساء العالمين ؟ ويروى أن فاطمة رضى الله عنها ( رأت أباها فى المنام قٌبيل وفاتها فنادته : يا أبتاه ، فجاءها ملكان فصعدا بها إلى السماء . تقول : فرفعت رأسى فرأيت قصرا مشيدة وبساتين وأنهارا ثم صعدت الملائكة بى إلى دار فسألتهم عنها فقالوا إنها الفردوس ليس بعدها الجنة وهى دار أبيكِ ومن معه من النبيين والصديقيين والشهداء فسألت أبى ، فإذا هو جالس على فُرش فأخذنى وضمنى وقبل ما بين عينى ثم قال : يا حبيبتى ، أما ترين ما أعد الله لكِ ؟ وارانى قصوراً فيها ألوان الطرائف والحُلى والحُلل ثم قال : يا فاطمة ، طيبى نفساً فإنكِ قادمة ، فطار قلبى واشتدد شوقى واستيقظت .) ويروى أنها أوصت الإمام على رضى الله عنها قبل وفاتها فقالت : " يا ابن عم إنه قد نُعيت إلى نفسى وما عهدتنى كاذبة ولا خالفتك منذ عاشرتنى فقال على : معاذ الله . أنتِ أعلم بالله وابر وأتقى وأكرم وأشد خوفاً من الله تعالى ثم بكى الأثنان فأخد رأسها الطاهرة وضمها إلى صدره فقالت : أوصيك يا على أن تتزروج بأُمامة بنت أختى زينب فإن الرجال لابد لهم من النساء وهى أبنة أختى وتحنو على ولدى وأوصته أن يدفنها ليلاً . وفى اليوم الثانى من رمضان سنة إحدى عشرة من الهجرة نادت فاطمة رضى الله عنها أم رافع مولاة أبيها وطلبت منها أن تسكب لها غُسلاً فاغتسلت الزهراء ثم لبست ثياباً جديدة وجعلت فراشها فى وسط البيت واضجعت واستقبلت القبلة طاهرة عفيفة متهيأة لاستقبال رسل ربها عز وجل وتغمض عينيها فيحملها على زوجها ويصلى عليها ويدفنها فى البقيع ، ثم يعود إلى بيته حزينا . وكان يزور قبرها ويبكى ويدعو لها وينشد لها قائلاً :
أرى علل الدنيا كثيرة وصاحبها حتى الممات عليل لكل اجتماع من خليلين فرقة وكل الذى دون الفراق قليل وإن افتقادى فاطما بعد أحمد دليل على ألا يدوم خليل
رضى الله عنها الريحانة العطرة الزهراء ام أبيها ورضى الله عن زوجها و ذريتها وورضى الله عن آل البيت أجمعين | |
|